كَلِمَات لَاتَكْتُب بِحُرُوْف 
 
................ إِنَّمَا كُتِبَت بِالِقـــــــلُب
 
خُذ نَفَسَا عَمِيْقا.. وَاسْتُرِخي.بِإِحْسَاسِك ... وَانْثُر الشَجُوُون .. 
وَتَمَهُّل..وَأَنْت تَقْرَأُهَا ... لِأَن الْقَلْب سَوْف يَقْرَأ تِلْك الْحُرُوْف ... 
 
عِنَدَمّا يَنْظُر الْإِنْسَان ... 
إِلَى الْسَّمَاء فِي لَيْلَة حَالِكَة 
أَو لَيْلَة مُقْمِرَة .. 
وَيَرَى الْنُّجُوْم الْسَّامِرَة 
وَقَد إِلْتَفَت حَوْل الْقَمَر الْزَّاهِر ... 
يُحِس بِعُمْق الْجَمَال .. 
 
 
وَعِنْد الْغــ^ــــرَوْب 
 
يَتَعَانَق الْلَّيْل وَالْنَّهَار مَع الْلَّيْل .... 
وَتُظْهِر لَوَحَة الْشَفَق رَائِعَة جَدَّا 
وَيُحِس الْإِنْسَان بِرَوّعَة الْجَمَال 
يُرَاقِب الْإِنْسَان بُذُهُوْل نـــــحُلَّة تَطَيَّر ... 
تَنْتَقِل مِن زَهـــرَّة إِلَى زَهــــرَّة 
فَيَصْمُت فِيْه الْنَّاطِق وَيَنْطِق مِنْه الْصـــامَّت 
فَيَسْمَع لُغَة عَذْبَة تَأْتِي مِن الْمَجْهُوْل 
وَلَا عَهْد لــه بِهَا مِن قَبْل 
هَذِه بَعْض صُوَر الْجَمَال الْرُّوْحِي 
الْجَمَال الَّذِي يُرَقِّق الْوِجْدَان 
وَيَجْعَل شُعُور الْإِنْسَان مُرْهَفَا ً شَفَّافَا ً 
وَيَبْعَث الْإِرْتِيَاح فِي الْنَّفْس 
وَيُوْقِظ الْضَّمَائِر وَيَرْتَقِي بِالْمَشَاعِر 
وَعِنْدَهَا تُصْمِت دَقَات الْزَّمَن 
وَتَنْجَلِي الْاسْرَار .. 
 
يَقُوْل أَحَد الْحُكَمَاء " 
لِمَاذَا يُسْجَن الْإِنْسَان نَفْسَه دَاخِل شَق فِي الْحَائِط 
وَيَتَقَوْقَع دَاخِل هُمُوْمُه وَشَهَوَاتُه 
مِّثْلِه مَثَل الْنَّمْلَة .! 
لِمَاذَا يَعَض الْإِنْسَان عَلَى أَصَابِعَه مَن الْغَيْظ 
أَو يَطْوِي ضُلُوْعِه عَلَى ثَأْر .! 
إِن هَذَا الْكــ^ــوَن الْفَسِيح 
بِمَا فِيْه مِن دِقَّة و نِظَام و إِتِّزان .. 
يُوْحِي بِإِلَه عَظِيْم لَا يُخْطِىِء مِيْزَانَه 
كَرِيْم لَا يَكُف عَن الْعَطَاء ... 
لِمَاذَا لَا نَخْرُج مِن جُحُوْرِنَا 
وَنَكْسِر قَوْقَعـــتِنَا 
لِنُطِل بِرُؤُوْسِنَا عَلَى الْدُّنْيَا 
وَنَتَأَمّل وَنَتَدَبَّر .! 
لَقَد رَمَانِي أُنَاس بِحِجَارَة 
فَجُمِعَتــــهَا 
وَبُنِيَت بَيْتا ً لْفَقِير يَحْتَاج إِلَى مَلْجَأ 
وَرَمَانِي آَخَرُون بّالْوُرُوُد 
فَجُمِعَتـــهَا 
وَوَزَّعْتُهَا عَلَى الَّذِيْن أُحِبُّهُم 
وَأَنَا أُحِب الْنَّاس كُل الْنَّاس 
وَلَكِنِّي أَكْرَه الْخَطَأ فِيْهِم . 
 
رَحـ^ـــلَتَنَا 
رِحْلَة الْعَذَاب وَالْحُب الْحَزِيِن 
عَلَّمَتْنِي أَنَّك فِي الْسَّمَاء نَجْمَة 
أَنَّك فِي الْعَلْيَاء قِمّة 
الْقَمَر لَا تَطَال بُدَّوَاوِين مِن الْشِّعْر 
وَالْقِمَّة لَا تُوَصَّل بِكَلِمَات مِن الْصَّمْت 
وَصُدْفَة الْبَحْر 
أَنَّك الْنَّجَاح و الْأُمْنِيَة 
الْحُلْم الْجَمَيِل و الْأَغْنِيَة 
 
و مــرَات ..
تَمُر عَلَى الْإِنْسَان لَحَظَات لَا يَدْرِي خِلَالَهَا 
مَاذَا يَقُوْل وَمَاذَا يَفْعَل .! 
وَيَنْطِق الْإِنْسَان بِالْهَذَيَان فِيْمَا يَتَوَهَّمُون 
وَيَقُوْل كَلِمَات ظَاهِرِهَا أَنَّهَا جَوْفَاء ... 
وَلَا تَحْمِل مَعــنَى 
وَلَكِنَّهَا كَلِمَات تَنْطِق بِرُمُوْز ... 
يَعِيْش الْإِنْسَان دَاخِل سِيَاجَهَا 
يَنْطِق بِهَا غَامِضَة 
لِأَنَّهَا الْسَّر الَّذِي يُغَلِّف حَيَاتِه 
وَيَصْنَع هَدَفَا ً وَسُلَّما ً يَرْتَقِي بِه 
إِلَى عَالِم الْســ^ـــعَادَة 
وَيُصِر الْنَاس إِلَى أَن تَشْرَح نَفْسَك أَمَامَهُم 
وَأَن تَطَلُّعُهُم عَلَى مَلَفَّات حَيَاتِك 
الَّتِي لَا تُحِب أَن تَقْرَأ .! 
 
إِنَّهُم يُرِيْدُوْن تَمْزِيْق سَتَائِر فَرَضَهَا الْقَدْر عَلَيْك 
وَلَا تُمَلِّك الْخِيَار فِي تَمْزِيّقْها .! 
 
فَهَل تَنْشَغِل بِحَيَاة الْآَخِرِين وِّهُمُوْمـــهُم ؟ 
وَهَل تُحِب أَن تُشَارِك غَيْرُك بِصَفَحِات حَيَاتِك ؟ 
فَلِمَاذَا لانَنْظُر إِلَى مَاهُو جَمِيْل وَإِلَى كُل الْنِّعَم الَّتِي 
أَنْعَمَهَا الْلَّه عَزَّوَجَل عَلَيْنَا ؟ 
 
وَلِمَاذَا نَبْحَث عَن الْحُزْن فَي أَعْمَاقِنَا وَلَا نَبْحَث عَن الْسَّعَادَة ؟ 
لِمَاذَا لَحَظَاتُنَا الْجَمِيْلَة تَمْر بِسُرْعَة وَلَانَذْكُر سِوَى الْأَلَم وَالْحَزَن ؟ 
 
هَمْســـــــ^ـــــــــة 
ارْفَع رَأْسَك إِلَى الْسَّمَاء وَانْظُر إِلَى رَحْمَة الْلَّه عَلَيْك 
وَاعْلَم أَن الْأُمـ^ــــل لَّايَمُوت وَأَنَّك مِن تَصَنُّع الْســــ^ــــــعَادَة ..