- المقلاع معروفة ، مؤنثة ؛ وهي نسيج من وبر الإبل أو صوف الغنم ، والمقلاع باسمها 
 
 الفصيح هذا هي أداة قديمة جداً للصيد والحروب ، ولكن مع توالي العصور وتطور الأسلحة
 
 أقتصر استعمالها في العصور الأخيرة على الأطفال والصبية في المضاربات وما يشبه المعارك
 
 الحربية بينهم .
 
 وللمقلاع لمن يعيها منا ذكريات وذكريات ؛ ولذكرها إثارة شجون أيام الصبا وغضارة العمر .
 
 وكانت تعني للصبي منا ما يعنيه السلاح الفاخر الفعال للرجل .
 
 كنا نتباهى بها ، وبأنواعها وبأسماءها وألوانها ، كنا نصنعها بأنفسنا بإتقان وتخصص ،
 
 وكان منا من يتعجب من حسن مقلاعه حتى الكبار . عندما ينتهي أحدنا من صناعة مقلاع ،
 
 تتكون من وسط ونهايه طرفين يقال لهما المسابيق..
 
 يأخذها ليجربها ولتحذير من حوله يقول : اللي خايفا على دمه ترى ماني بهمه .
 
 لأنها جديدة ولم يجربها بعد فقد ( تشتل ) أي يخرج الحجر من المقلاع دون قصد من صاحبها
 
 فيصيب به من حوله .
 
  
 
 أذكر أن من أسماءها ، المقلاع الحفيرية ، ومقلاع الذيب ، والمقلاع الرجيلية .
 كنا ناخذ مقاليعنا ونذهب بإتجاه عيال القوم الفلانيين لأن بيننا وبينهم ثارات وموعد مواجهة هذا
 
 اليوم ؛ نكون بعيداً عن البيوت وعن أعين الرجال لكي لا يمنعوننا من بعضنا .
 
 ولابد من الغناء أثناء تلك المواجهات لتشجيع أنفسنا لأخافة خصومنا . ومن ذلك قولنا :
 
 شارني واشاريك... واخلي دمك يباريك
 
 
 وقولنا :
 
 يا مقلاع رجيلية...ما تنام الليليـة
 
 
 وإذا ما هزمناهم وأدخلناهم في بيوت أهلهم بدأنا بترديد أهازيح النصر ومن ذلك قولنا :
 
 
 إطلع ياجحير البيت....إطلع ياجحير البيت
 
 وكل هذه الأهازيج هي نوع من أنواع الحداء إلا أنه خاص بالصبية في مثل هذه الحالات .
 
 ولم يعد للمقلاع اليوم هنا وجود إلا ما نراه منها بأيدي أخوننا الفلسطينيين وهي على بساطتها
 
 أراها رمزاً للنضال والصمود والرباط . نسأل الله العلي القدير أن يعجل في يوم نصرهم على
 
 الصهاينة هؤلاء الأوغاد الغاصبون .