إننا أمام عبودية الانفاق والصدقة ، هل نقوم بحق هذه العبودية ، هل نساعد محتاجا ونطعم جائعا ونكسو عاريا ،
 هل نعطف على المسلمين ونرحمهم؟!
 
تعالوا نرى ماهي فوائد الصدقة وفضائلها:
 
1- الصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه ، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن صدقة السر تطفئ غضب الرب) 
2- والصدقة تمحو الخطيئة ، كما قال صلى الله عليه وسلم: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) 
3- والصدقة وقاية من النار ، قال صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا النار ولو بشق تمرة) 
4- والمتصدق في ظل صدقته يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس) 
5- والصدقة دواء للأمراض البدنية ، قال *صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة)
 
6- والصدقة دواء للأمراض القلبية ، قال صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: 
(إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وأمسح على رأس اليتيم)
 
7- والصدقة يدفع الله بها أنواعا من البلاء ، كما في وصية يحيى عليه السلام لبني اسرائيل:
 (وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم) 
8- والمتصدق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك ، يقول *صلى الله عليه وسلم: 
(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا) 
9- أن الله يضاعف للمتصدق أجره ، كما في قوله عز وجل:
 {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}
وقال سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
 
10- أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الانفاق ، بمنزلة القرآن مع القيام به ، فقال: (لا حسد إلا في اثنتين :
 رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وأناء النهار ، ورجل علمه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار)
يا مسلمين ، سارعوا إلى هذه العبادة العظيمة ، عبادة الصدقة ، وأنفقوا مما جعلكم الله مستخلفين فيه.
 
لقد أظهرت تقارير المنظمات الدولية أن ثلث سكان الصومال الآن - والبالغ تعداده 8 ملايين نسمة - في حاجة إلى مساعدات غذائية ، 
وأن عدد هؤلاء ارتفع من 850 ألف نسمة إلى ثلاثة ملايين ، وأن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في جنوب الصومال يمثلون 80 ٪ من الأطفال. 
فأغيثوا إخوانكم ، أغيثوا اليتامى الذين فقدوا الأباء فلا تسمع إلا صراخهم ، الثكالى اللاتي أنهكهن المرض فلا ترى إلا دموعهن ،
 الشيوخ والعجزة الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا.
 
إنه والله لأمر معيب أن يموت إخواننا جوعا ، ونحن لدينا كل هذا الخير ،
 لقد عايش آباؤنا وأجدادنا مثل هذه المجاعات ونحن اليوم نتقلب في نعم الله وكثير من أموالنا ضائعة في الكماليات ، بل والتافهات.
 
وقد جاء في الحديث ما معناه أن الله عز وجل يقول للعبد يوم القيامة: (قد استطعمتك فلم تطعمني ،
 فيقول: وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ، فيقول: استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه) 
ولا تحقرن يا مسلم من الصدقة شيئا فإن قيمة الوجبة 15 هللة ، وب 15 ريال تطعم مائة جائع ، واعلم أن الله غني عن صدقتك ، 
وأولئك الجوعى الله ربهم وخالقهم ورازقهم وهو يتولاهم ، ولكنه سبحانه يبتليك ليرى هل تنفق مما أعطاك ، فإن تتصدق فإنما صدقتك على نفسك.
 
وأختم بهذه الآية:
قال تعالى {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} 
اللهم كن لإخواننا المسلمين في الصومال وفي كل مكان ، اللهم أطعم جائعهم وأكسو عاريهم وأرحم ضعفهم وأجبر مصابهم يا أرحم الراحمين.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.