[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:green;border:3px ridge white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
 
أن  المعاصي تزرع أمثالها ،  وتولد بعضها بعضا ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها 
كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
 فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها : اعملني أيضا ، فإذا عملها 
قالت الثالثة كذلك وهلم جرا ، فتضاعف الربح ، وتزايدت الحسنات 
 وكذلك كانت السيئات أيضا ، حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة ، وصفات لازمة 
وملكات ثابتة ، فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت 
وأحس من نفسه بأنه كالحوت إذا فارق الماء ، حتى يعاودها ، فتسكن نفسه ، وتقر عينه .  
 ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة ؛ لضاقت عليه نفسه وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه
 حتى يعاودها ، حتى إن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها 
ولا داعية إليها ، إلا بما يجد من الألم بمفارقتها .  
 كما صرح بذلك شيخ القوم  الحسن بن هانئ  حيث يقول :
وكأس شربت على لذة  وأخرى تداويت منها بها 
وقال الآخر :
فكانت دوائي وهي دائي بعينه
................ كما يتداوى شارب الخمر بالخمر 
ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته 
عليه الملائكة تؤزه إليها أزا ، وتحرضه عليها ، وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها .  
ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها ، حتى يرسل الله إليه الشياطين ، فتؤزه إليها أزا .  
فالأول قوي جند الطاعة بالمدد ، فكانوا من أكبر أعوانه ، وهذا قوي 
جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه . 

إسلام ويب ~
 [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]