[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://www.d55r.com/vb/backgrounds/19.gif');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center] 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] 
وتشرق الشمس ولا زلت حيّة !

الآن أشعر أن رئتي تلتصق بالجدار ،
أو أنّ الجدار ينهار على رئتي .. 
الجدار الذي لا يزعج غيري .. ولا يراه غيري ! 
يصدر التنفّس في رئتي أزيزاً مزعجاً مرهقاً
يعجن ليلي ليطول أكثر مما يجب .. 
لأعجز عن الموت ، وأعجز عن الحياة ،
وأعجز عن النطق !
أتكوّر على نفسي وأقلب بكائي ذات اليمين وذات الشمال ، 
وأدعو أن تحدث معجزة قبل أن تشرق الشمس 
وأستيقظ على ذات الحياة التي آذتني !
في الأيام السيئة مثل هذه .. أشتهيك تعود إلى الحياة ،
أشتهي أن أخبرك ما الذي يحدث .. 
لأنّك وحدك تقول الأشياء التي يجدر بك قولها ، 
الأشياء التي تجعلني أكثر هدوءاً ، أكثر أماناً ، 
وأقل حزناً ، لأنّك وحدك تفعل الأشياء الصغيرة
التي تذوّب غصّتي في ماء الفجر البارد ..
لكنّك ميت وهم لا يشعرون ! 
والعصفور في قلبي الصغير ما عاد يغنّي !
صرت كلّ ليلة أحفر رئتي قبراً للعصفور 
أختنق ويضيق بي الهواء ، أرفع رأسي أبحث عن جهة خامسة .. 
إلى السماء أقرب ، أبحث عن سماء قطنيّة أتعلّق بها
وأرحل عن هذه الأرض السيئة ، لألتقيك ..
لأخرج الأشياء الحزينة من قلبي وأرميها لتتساقط مطراً على حيّ فقير .
ليضحك الأطفال على الأشياء التي تحزنني ، 
ليسخروا من بكائي .. لئلا يفهموا ، أنّ ثمة ميّت يلقي عليهم نكاتاً لا تدفع إلي الضحك !
تموت أكثر الأشياء الجميلة التي كانت في قلبي ،
أسقط من جوف الكثيرين ، ويسقط آخرون من جوفي ،
ولا أزال أخجل أن أخبر أمي أنّي أشتهي
هدية في صندوق أصفر كبير .. لتخبرني أنها تحبني كما أنا ، لتخبرني أنّها تصدقني ،
وأنّ أصواتهم المقرفة لا تصل آذانها الطيّبة !
هكذا تكون الوحدة يا صديقي ، حين تخلو من الأصدقاء ،
من قلب أمّك ، من الحديث والهواء والحياة والصباح !
حين لن يخبرك أحد بأنه لا يجدر بك أن تموت ..
حينها فقط تكون وحيداً كيتيم ! لتسخر منك الدنيا ، 
لتذكرك بما أنت "تماماً" لست عليه ! أنت لست إنساناً 
يستحق الأشياء الجميلة في نظرها ! أنت نصف …. 
وتشرق الشمس ولا زلت حيّة !
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]